Sunday, May 5, 2013

حوار عادى

المكان : بيانكى .
الزمان : 9.30-10.15 مساءاً .
صورة توضيحية : بابا قاعد على الكنبة وأنا مريحه راسى على كتفه اليمين والبيت كله نايم وإحنا مقضينها بنتفرج على فيلم ( عروس النيل ) أيون عليكم نور بتاع هاميس ( مع عدم إهمال عامل مهم جداً علشان الصورة توضح .. أنا من وقت للتانى بتغزل فى رشدى أباظة لمجرد إنى عايزة أغيظ بابا ) .
وكان الحوار كالتالى :
بابا : أنا نعسان هخلص كوباية النعناع وأقوم أنام .
أنا : بابا خليك شويه كمان معايا ، الفيلم لسه بتاع نص ساعه على ما يخلص ( بصراحه كنت مستحليه الركنه على كتفه ) .
بابا : طيب ماشى  ( كالعادة زى أى راجل كلامه قليل ) .
أنا : بابا على فكرة بعد الفيلم روتانا كلاسيك بتجيب حفلة كل يوم لأم كلثوم .
بابا: .......... ( صمت متابع الفيلم ومنفضلى ).
أنا : بينترلااسؤعرلشلاؤتلآبيةرلايسرتالاس ( أى رغى وهرتله المهم أصدع بابا وخلاص أصله وحشنى ) .
بابا : هى الساعة كام ؟
أنا : قبل عشره بشويه .
بابا : ........ ( صمت تانى ، ما خلاص بقى لازم تبقوا عرفتوا  إن النقط معناها صمت ) .
أنا :بابا عارف نفسى فى إيه بس متتريقش عليا !؟
بابا : قولى يا مانو ( إسم الدلع اللى بابا بيندهلى بيه .. عادى يعنى ميغركوش إنى بلطجية .. بس برضه بتدلع ).
أنا : نفسى فى بيت فيه  رفوف خشب كلها كتب أنا قرأتها ، ونفسى فى شمع ريحته حلوة ، وسبرتاية نحاس وقهوة محوجه عمايل إيديا من البن اللى طحنته يدوى فى مطحنتى البيتى ، وكمان نفسى فى فونوغراف وإسطوانات قديمة .. نفسى فى كل إسطوانات أم كلثوم و فيروز وشادية وعبد المطلب وعبده السروجى وصباح وسيد درويش والشيخ أمام وسيد مكاوى وغيرهم وغيرهم ..
بابا : قاطعنى بضحكة عالية ( إيه يابنتى ده الحاجات دى بقت أنتيكا وصعب تلاقيها ، دى بقت فى المتاحف وبس ) .
أنا : أهو حلم يا بابا .. لو مش هقدر أعيشه هبقى على الأقل أتخيل نفسى جواه .
بابا : الحفلة بتاعة أم كلثوم بدأت شايفة يا مانو الناس كانت راقية إزاى ومحترمين .
أنا : آه يابابا ناس رايقة ومدلعين نفسهم حفلات بقى وحركات .
بابا : ( بيدندن اللحن وبيحاول يفتكر دى أغنية إيه ) ومرة واحدة لقيته قال ( فكرونى ).
أنا : هما مين دول اللى فكروك يا بابا وفكروك بإيه ؟!
بابا : يابنتى الأغنية إسمها فكرونى .
أنا : يا بابا يا جامد .. وربنا إنت موسوعة حرة .
بابا : ( منفضلى تماماً ومنسجم مع كلمات الأغنية وبيدندن ) أول مره أعرف إن بابا رومانسى كده .
أنا : أنا نفسى فى شاى مطبوخ بنعناع فريش أعملك معايا يا بابا ؟
بابا : لأ أنا خلاص هقوم أنام تصبحى على خير .
أنا : وإنت من أهل الخير يابابا .
بابا دخل نام .. وأنا عملت كوباية الشاى المتين وقاعده حالياً بصدعكم بالرغى ده .. الحوار ده فعلاً دار بينى وبين والدى والغرض من نشره .. أهالينا مش دقه قديمه ولا حاجه .. أهالينا كانوا شباب فى يوم من الأيام ويمكن يكون زمنهم أحسن ميت مره من زماننا ده .. لو فكرنا نقرب منهم هنستغرب من حاجات عمرنا ما كنا نعرفها عنهم على الرغم من طول المده اللى عايشنها معاهم تحت سقف بيت واحد.. مش معنى إننا عايشين سوا إننا عارفين بعض كويس .. مش معنى إننا بنتكلم إننا فاهمين بعض كويس ...