أوقات كتير أحلام
اليقظة بتاخدنى لبعيد جدا ً ، لدرجة إنى بنعزل عن الواقع بكل تفاصيله وأدوب فى العالم
اللى بتمنى إنى أعيش فيه . فى ناس بتسمي الحالة دى خيال واسع وناس تانية بتقول
عليها أحلام يقظة ( وأنا من الناس دى ) وناس تالتة بتقول عليه ( جنان مع عدم إهمال الإشارة باليد عند الأذن ) .
طيب إيه رأيكم أشارككم بشويه حاجات من اللى
بتحصل فى عالمى الخاص !!! وليكم إنتم فى النهاية الحكم على مسمى الحالة
اللى أنا فيها دى .
نفسى أعيش فى بيت
خشب قريب من البحر . البيت ده كل حيطانه رفوف فيها كتب . نفسى يكون عندى ترابيزة
صغيرة عليها عدة الكيف ( القهوة التركى يا
جدعان مخكم ميحودش شمال ) سبرتايتى النحاس ، الكنكة والفنجان المقلوب والكاس الكريستال، الشمعة و الكبريت . وأكيد
مطحنة البن اليدوى الخشب . نفسى يبقى فى ركن ريحته حلوة وفيه فونغراف نحاس وإسطوانات كتير ودايماً طالع
منه صوت فيروز الصبح وصوت أم كلثوم بليل . نفسى البيت ده يبقى دايماً أبوابه
مفتوحه للكل وريحته خبيز من عمايل إيديا ( الخبيز بيحسسنى بالسعادة ووجود الدقيق
فى البيت بيحسسنى بالخير والكرم ، صدقونى
ريحة أى حاجة تعبت فى خبزها بتحسسنى بالسلام الداخلى ) .
نفسى أعمل شاى
بالنعناع ( ممكن قهوة مفيش مانع ) وأروح أشربة الساعة 12 بليل على كوبرى أستانلى
وانا بسمع فيروز ( بالذات فوق هاتيك الربى وكمان طلعلى البكى ) أغمض عينى وأسيب
ودانى تستمتع بمزج صوت فيروز مع أمواج البحر .
نفسى أسهر فى
الصحراء على راكية نار وعازف ربابة يحكيلى المواويل الشعبية بمزاج . نفسى أقعد مع
ناس عواجيز وأسمعهم بيحكوا عن ذكرايتهم زى ما تكون حصلت إمبارح ( على الرغم من إنهم ممكن يكونوا ناسيين أسامى
أولادهم) . نفسى يبقى عندى يوم كل إسبوع مخصص للأطفال وبس . مش عايزة أتكلم مع اى
حد عمره أكبر من أربع سنين فى اليوم ده . عايزة ألعب مع الأطفال ، أتفاعل مع
حكايتهم البريئة ، أضحك على ضحكهم وأفرح بحبهم .
عارفين أنا لو
قعدت أقولكم على اللى نفسى فيه ممكن يمضى عمرى من غير ما أحقق أى حاجه من اللى
نفسى فيها ، وأظن كمان إنكم بدأتوا تصدعوا من الرغى بتاعى . بس متنسوش أنا مستنية رأيكم فى الحالة اللى
أنا فيها دى . ياترى ممكن تسموها إيه!!