خليك مختلف

فى مقولة باللغة الإنجليزية بتقول " كن صديقاً لمن ليسوا فى مثل عمرك ، إقضى وقتك مع أشخاص لايتحدثون  لغتك الأم ،تعرف على أشخاص من مستويات إجتماعية مختلفة عن المستوى الذى نشأت فيه .هكذا ترى العالم على حقيقته ، هكذا تنضج وترتقى " . قررت أبدأ بالأولى وأصاحب حد أكبر منى،ودى كانت بداية معرفتى بعم صابر ( حوار فرق السن وسع منى شويه :D  أصلة أكبر منى بحوالى 50 سنة ) . كنت بصور كتاب إقتصادى فى مكتبة ولفت نظرى إنه مشغل فريد الأطرش وكل المكتبة بوسترات وصور فريد ، حبيت أبدأ معاه حوار ودى علشان الوقت يمر أسرع وهو بيصور الكتاب .

أنا :من الواضح أن حضرتك بتحب فريد الأطرش جداً !

عم صابر : يااااه يا أستاذة ، هو فى حد بيعرف يغنى زى فريد ، ده أمير إبن أمراء ( أظن أنه يقصد المعنى الحرفى للكلمة لإن فريد فعلياً كان من عائلة  الأطرش العريقة فى جبل الدروز) .

أنا : ربنا يرحمه ويروق بالك ، بس الدنيا إتغيرت مش كده ؟

عم صابر : كل زمن وله أوانه يا أستاذه ، بس إنتى شكلك بتفهمى ؟

أنا : (ضحكة وصدمة) الله يخليك بس ليه ؟

عم صابر : أصلك كنتى بتدندى مع فريد أول مادخلتى ، شكلك بتسمعيه .

أنا : آه أوقات ، أنا بسمع أغانى قديمة بشكل عام .

عم صابر : نظرتى متخيبش أبداً .

أنا : طيب بما إنك شايف إنى بفهم وييجى منى ، ما تعلمنى حاجه لوجه الله ؟

عم صابر : تحت أمرك طبعاً .

أنا: نفسى أتعلم عن الدنيا أكتر .

عم صابر ( ضحكة مجلجلة) ياااااه إنتى لسه صغيرة قوى يابنتى ، انتى محتاجه سنين وسنين علشان تفهمى الدنيا .

أنا : طيب ساعدنى وشاركنى بسنين عمرك اللى فاتت .

عم صابر : إزاى يعنى ؟؟

أنا : هقولك كلمة ورا كلمة وعايزاك ترد بأول حاجه هتخطر على بالك .

عم صابر : موافق ، إبدأى .

الدنيا ( محطات) ، الرزق ( متقسم ) ، حياتك ( مراحل ) ، الغايب ( هيعود) ، الحب ( أمى الله يرحمها)  ، الرضا ( نعمة ) ، الصحة ( كنز) ، الزمن ( بينسى) ، الحنية ( أم العيال ) ، العلم ( مالوش كبير ) ، الأمل ( نور) ، الحسد ( مرض والعياذ بالله ) ، بكره ( ضى الشمس ) ، الروقان ( أغنية الربيع لفريد) ، بلدنا ( حلوة بناسها) ، الشوق ( أم كلثوم) ، أنا ( مختلفة ) .

وقفت لما قالى إنى مختلفة ، حسيت بسعادة كبيرة ،أصله قالها بضحكة صافية كلها أمل ، وهنا حسيت إنى أقدر أكمل باقى أجزاء المقولة مع أشخاص تانيين من غير ماحد يتهمنى بالجنون ... قررت أدون كل حاجه هتعلمها علشان الزمن مينسينيش زى ماقال عم صابر ، قررت أكون فعلاً مختلفة .

للرحمة معانى اخرى

قال لنا تأملوا معانى تلك الكلمات . الحب ، الأمل ، الوفاء ، الأمان ، السعادة ، الرحمة .. لست أدرى إن كان قد سرد المزيد من الكلمات أم لا ، فعقلى أبى أن يستمر فى الإنصات و توقف عند كلمة الرحمة ، حتى قلبى النابض بنشاط ،تباطئت دقاته معلنة الإنفصال عن العالم المحيط . تاهت روحى فى تفسير معنى الرحمة وهامت نفسى فى ملكوت تلك المشاعر المرهفة التى روادتنى  . مشاعر تعجز حروف كل لغات العالم عن ترجمتها لكلمات . يالله ، هل جميع المتأملين يشعرون بما أشعر به الأن ! هل جميعهم شاركونى رحلتى الروحية القصيرة ! فى الواقع ، أنا لا أريد إجابات على تلك التساؤلات ، حتى وإن علقوا مع كلمات آخرى منذ الوهلة الاولى ، فوجودهم حولى كان فى حد ذاته رحمة .