أنتمى لهذه الأرض . أنتمى لهذا التراب .
بشرتى الخمرية تؤكد سريان ماء النيل فى دمائى
ولكن هل أنتمى لهذا الزمان ! فأنا
أعشق صوت السيدة فيروز الملائكى فى حين
يجهل الكثير من أبناء جيلى من هى جارة القمر . أذوب شوقاً لإحتساء فنجان من القهوة
على السبرتايه النحاسيه حيث يختلط ظلام الليل بسواد ومرارة القهوة ويعلو صوت فيروز
مٌعلناً إنفصالى عن العالم المحيط ، يا
الله ما أروع هذا المزيج المٌثير للشجن والسعادة فى آن واحد ! أستمتع بقراءة أشعار
الأمام الشافعى ورابعة العدوية والأمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وإبن المقفع
والمتنبى وجرير ، وتطيب نفسى بكلمات صلاح جاهين والأبنودى . أحن لكل ما هو قديم
فأصر على إقتناء الصور القديمه ظناً منى
بأن الذكريات تسكنها والدفء يعترى حاملها . رفيق دربى ليس إنسياً ... لا
يتنفس ولكن لمسته تشعرنى بالأمان ... لا يتحرك ولكن رائحته تمدنى بالدفء
والإطمئنان ... صامت ولكن سكوته أقوى من أى كلام ... إنه الكتاب ، إنه محبوبى الذى
لا أتخيل حياتى بدونه ، أتجاهل تلميحات أمى المستمره بأن رفوف مكتبتى شارفت على
السقوط تحت ثقل هذه الكمية الكبيرة من الكتب التى أسعى لإقتنائها بشراهه ودون وعى
، فتجدنى أقف عند بائعى الكتب مثل الطفل المندفع الذى يريد إقتناء كل أنواع الحلوى
الموجوده فى محل البقالة ليلتهمها كلها
دٌفعة واحدة . يتهموننى بالغباء بسبب حبى الشديد للفضة وعدم إهتمامى بالذهب ،
يقولون يا أنتى من ذا الذى يترك رونق الذهب ويلهث وراء إقتناء المشغولات الفضية !
فاجاوب بمنتهى الثقه التى لا أعرف مصدرها .. لا أعلم لماذا أحب الفضة دون الذهب
ولكنى أعلم أن المعادن لا قيمة لها إذا ما إقتناها جاهل لايٌقّدر جمالها ودقة
تفاصيلها . أعترف بعشقى لأشياء غريبة بل مٌزعجة أحياناً ، فأنا أٌحب التواجد فى الأماكن المزدحمة والمليئه بالضوضاء
والآلوان وضحكات الأطفال وصراخ البائعين ، ولكن من حين لآخر أحن للهدوء والعزله
..... حياتى مليئه بالكثير من العادات التى لا تتلائم مع سنى ، فمعظم هذه العادات
تتلون بالأبيض والأسود ولا تعرف آلوان آخرى .... يتكرر نفس السؤال من جديد ،
وتقتلنى الحيره ، هل حقاً أنتمى لهذا الزمان أم أحمل قلباً ينبض بذكرى عالم
النسيان !!!
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteرائعه كعادتك
ReplyDeleteشكراً ياعمر ربنا يباركلك من بعض ما عندكم :)
ReplyDelete