Friday, July 6, 2012

من أنا

أنتمى لهذه الأرض . أنتمى لهذا التراب . بشرتى الخمرية تؤكد سريان ماء النيل فى دمائى  ولكن هل أنتمى لهذا الزمان !  فأنا أعشق صوت السيدة  فيروز الملائكى فى حين يجهل الكثير من أبناء جيلى من هى جارة القمر . أذوب شوقاً لإحتساء فنجان من القهوة على السبرتايه النحاسيه حيث يختلط ظلام الليل بسواد ومرارة القهوة ويعلو صوت فيروز  مٌعلناً إنفصالى عن العالم المحيط ، يا الله ما أروع هذا المزيج المٌثير للشجن والسعادة فى آن واحد ! أستمتع بقراءة أشعار الأمام الشافعى ورابعة العدوية والأمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وإبن المقفع والمتنبى وجرير ، وتطيب نفسى بكلمات صلاح جاهين والأبنودى . أحن لكل ما هو قديم فأصر على إقتناء الصور القديمه ظناً منى  بأن الذكريات تسكنها والدفء يعترى حاملها . رفيق دربى ليس إنسياً ... لا يتنفس ولكن لمسته تشعرنى بالأمان ... لا يتحرك ولكن رائحته تمدنى بالدفء والإطمئنان ... صامت ولكن سكوته أقوى من أى كلام ... إنه الكتاب ، إنه محبوبى الذى لا أتخيل حياتى بدونه ، أتجاهل تلميحات أمى المستمره بأن رفوف مكتبتى شارفت على السقوط تحت ثقل هذه الكمية الكبيرة من الكتب التى أسعى لإقتنائها بشراهه ودون وعى ، فتجدنى أقف عند بائعى الكتب مثل الطفل المندفع الذى يريد إقتناء كل أنواع الحلوى  الموجوده فى محل البقالة ليلتهمها كلها دٌفعة واحدة . يتهموننى بالغباء بسبب حبى الشديد للفضة وعدم إهتمامى بالذهب ، يقولون يا أنتى من ذا الذى يترك رونق الذهب ويلهث وراء إقتناء المشغولات الفضية ! فاجاوب بمنتهى الثقه التى لا أعرف مصدرها .. لا أعلم لماذا أحب الفضة دون الذهب ولكنى أعلم أن المعادن لا قيمة لها إذا ما إقتناها جاهل لايٌقّدر جمالها ودقة تفاصيلها . أعترف بعشقى لأشياء غريبة بل مٌزعجة أحياناً ، فأنا أٌحب  التواجد فى الأماكن المزدحمة والمليئه بالضوضاء والآلوان وضحكات الأطفال وصراخ البائعين ، ولكن من حين لآخر أحن للهدوء والعزله ..... حياتى مليئه بالكثير من العادات التى لا تتلائم مع سنى ، فمعظم هذه العادات تتلون بالأبيض والأسود ولا تعرف آلوان آخرى .... يتكرر نفس السؤال من جديد ، وتقتلنى الحيره ، هل حقاً أنتمى لهذا الزمان أم أحمل قلباً ينبض بذكرى عالم النسيان !!!

3 comments:

  1. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  2. شكراً ياعمر ربنا يباركلك من بعض ما عندكم :)

    ReplyDelete