Friday, August 5, 2016

يا عزيزى كلنا عنصريون

يرسم العقل البشرى صوراً نمطية يصعب تغييرها عن الأشياء والأشخاص المحيطين به. تخيل نفسك فى غرفة متوسطة الإضاءة، بسيطة التصميم لا يوجد فيها سوى مقعد واحد لتجلس عليه فى مواجهة سبورة بيضاء ثم يأتى أحدهم ويعطيك ورقة وقلم ويطلب منك تدوين أول شىء يخطر ببالك كرد فعل لما سوف يكتبه على السبورة. البداية سوف تكون مع" الهند"، ثم تأتى" الصين"، وتليها" البرازيل"، وأخيراً "مصر". مما لا شك فيه أن رد الفعل سيختلف من شخص لأخر وفقاً لخبراته وتجاربه الشخصية ولكن دعونا ندعى أن الإجابات ستكون كالتالى "فيل" عند ذكر الهند، "تنين" عند ذكر الصين، " حبوب البن وكرة القدم" عند ذكر البرازيل، وبالتأكيد "أهرامات الجيزة" عند ذكر مصر.

إذا طرحنا نفس الأسئلة على شخص عنصرى سوف تختلف الإجابات وتتمحور حول الشعوب بطريقة ما ولنفترض أن الإجابات ستكون "عبدة البقر" عند ذكر الهند،"عيون ضيقة" عند ذكر الصين، و "فقر مدقع وأطفال عراه" عند ذكر البرازيل ، و بالطبع " قاطنى خيام وراكبى جمال" عند ذكر مصر.

كلنا عنصريون ولكن بدرجات متفاوته، كلنا نردد عبارات التمييز داخل عقولنا ، مسلم إذا إرهابى، مسيحى إذا غير مؤمن، أسود إذا قليل الفهم، شقراء إذا غبية... راجع أفكارك مرة أخرى قبل أن تغزو بقعة العنصرية القابعة فى جمجتمك ثنايا روحك.

No comments:

Post a Comment