Friday, August 5, 2016

قصة التعهيد

بدأت القصة فى تسعينات القرن الماضى عندما ظهرت أزمة Y2K والتى تعرف أيضاً بخطأ أو مشكلة الألفية، والتى نتج عنها إنخفاض كبير فى عرض المبرمجين المحترفين فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إعتاد المبرمجين فيما مضى على تقليل إستهلاك ذاكرة الحاسبات الآلية من خلال إختصار رقم السنة فى خانتين بدلاً من أربع خانات، فعلى سبيل المثال يتحول عام 1985 إلى 85 فى لغة الحاسب الآلى. ومع إقتراب عام 2000 ظهرت مشكلة أمام المبرمجين، حيث لن يقدر الحاسب على التعامل مع هذا الرقم من خلال الشفرة المختصرة مما سوف يؤدى إلى خلل كبير فى النظام المتعارف عليه. لقد تم تضخيم المشكلة إعلامياً بشكل كبير آنذاك، مما دفع الشركات إلى إعادة تحرير برامجها كمحاولة أخيرة لحماية شبكاتها من التدمير.
تمثل علاج تلك المشكلة فى تحديث برمجة الحاسبات الآلية لتتعامل مع فئتين جديدتين وهما المئات و الألاف، ولكن نظراً لمحدودية أعداد المبرمجين فى الولايات المتحدة الامريكية، لجأت الشركات إلى الإستعانة بمبرمجين هنود لتغطية العجز البشرى لديها، ومن هنا بدأت الهند فى الإنطلاق على الساحة الدولية لتعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ICT Outsourcing عندما أثبتت أن لديها مبرمجين على مستوى عالى من الكفاءة ويتقاضون أجور زهيدة جداً مقارنة بالمبرمجين الأمريكيين. وحتى بعد إنتهاء أزمة Y2K لم يتوقف فيضان التعهيد المنتقل من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الهند، بل إمتد الأمر لباقى الدول المتقدمة والتى أصبحت تلجأ لإسناد أداء بعض الخدمات التقنية إلى دول نامية توفيراً للتكاليف، وساعد على إستمرار هذه الطفرة إنتشار الإنترنت بشكل كبير مما أدى إلى زيادة أعداد الخدمات التى يمكن تقديمها عن بعد.

No comments:

Post a Comment